نشات الخط العربي

نشأت الخط العربي




نشأة الخط العربي
     اختلف المؤرخون كثيراً عن نشأة الخط العربي،  فأحيانا يأخذونها رواية،  وأحياناً أخرى استنتاجية(4).  ولكن المؤكد أن الخط العربي كان قد بدأ بالظهور قبل الإسلام(2)،  فالخط العربي مأخوذ عن الخط الكوفي،  والخط الكوفي مأخوذ من الخط الحيري(الأنباري)،  والخط الأنباري مأخوذ عن الخط النبطي(1) (الأنباط قوم وفدوا من الجزيرة العربية إلى العراق، ومملكة النبط تعرف ببترا العربية)(3)،  والخط النبطي مأخوذ عن الكتابة الآرامية(1). 
     عن ابن عباس رضي الله عنهما  قال :(( إن أول من كتب بالعربية ووضعها هو إسماعيل بن إبراهيم))، لأنه قال : إن الله أنطقه بالعربية وعمره 24 سنة، ثم سيدنا سليمان بن داود الذي كتب الكتاب لبلقيس مملكة سبأ وحمله الهدهد(3). صحيح مسلم.
     فلما كان قبيل الإسلام استعمل العرب الخط العربي في كتابة مواثيقهم وعهودهم.  
                                   الكتابة السامية
           الفرع الشمالي                                          الفرع الجنوبي

الكتابة الآرامية     الكتابة النبطية    الكتابة التدميرية    الكتابة السريانية               خط المسند
                  
                          الأنباري                                                   اللحيانية   الثمودية  الصفوية   الأثيوبية
           
                          الكوفي         
  العربي
انتشار الخط العربي
     انتشر الخط العربي مع ظهور الإسلام، وطبقاً لأول آيات القرآن (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم).
      حيث كثرت الكتابة بعد نزول هذه الآية، ومع توسع الفتوحات الإسلامية ازدادت الحاجة إلى الخطاطين لكتابة المصاحف والرسائل في هذه الأقطار(2).
    وكثرت الخطوط العربية بعد اختراع الطباعة، حيث أصبحت الخطوط العربية تنتشر في كل مكان بسرعة لم تكن متوقعة.
اللغات غير العربية التي تكتب بالخط العربي
1)- بعض مجموعة اللغات التركية: ويتكلم بها 40 مليون شخصاً.
2)- بعض مجموعة اللغات الهندية: ومنها اللغة الأوردية، واللغة الكشميرية، واللغة السندية.
3)- بعض مجموعة اللغات الفارسية: ومنها اللغة الفارسية، واللغة الأفغانية، واللغة البلوشية، واللغة الكردية.
4)- بعض مجموعة اللغات الأفريقية: ومنها اللغة الحبشية، واللغة البربرية، واللغة السواحلية(7).
الرواد القدامى في الخطوط العربية
كان الخط العربي  في بدايته يكتب بلا نقاط، إلى أن جاء أبو الأسود الدؤلي في عهد عبدالملك بن مروان فوضع النقط على الحروف المتشابهة، مثل التاء والثاء، والعين والغين. ثم وضع بعد ذلك أبواب العطف، والنعت، والتعجب، والاستفهام(5). قد يقول قائل هذا من الإملاء وليس من الخط فنقول هذا صحيح لأن النقط وغيرها تدخل أيضاً في الخط، لأن الخطاط قد يتفنن بها. 
الخليل بن أحمد الفراهيدي، وضع ثماني علامات هي: الفتحة، والضمة،  والكسرة ، والسكون، والشدة، والمدة، والصلة، والهمزة(5). 
في سنة 131هـ أرسى الخطاط قطبة المحرر قواعد الخطوط الكوفية(2).
من سنة 136 إلى 139 اخترع إبراهيم الشجري خطي الثلث والثلثين(2).
بعد ذلك قام أخو إبراهيم الشجري الخطاط يوسف الشجري باختراع خط جديد يسمى الخط الرياسي(خط التوقيع حالياً)(2).
في عهد المأمون اخترع الخطاط علي الريحاني خطاً جديداً دعاه خط الريحاني نسبة إلى اسمه(2).
أما أشهر الخطاطين فهو الخطاط أبوعلي محمد بن الحسن بن مقلة الذي أرسى قواعد خط الثلث والنسخ وقد حدد طول الحرف، وتولى الوزارة لثلاثة من الخلفاء العباسيين، وفي آخر أيامه اعتقل ولقي المكاره وقطعت يده اليمنى، ومات في السجن سنة 1328م(1).
في أواخر السابع الهجري، برز في تجويد الخط ياقوت بن عبدالله الرومي الذي يلقب بقبلة الكتاب(4).

أنواع الخطوط العربية
1- الخط الكوفي: وهو أقدم الخطوط، وسمي بذلك نسبة إلى مدينة الكوفة، وقد كتبت به أول نسخ القرآن ، وفي العصر العباسي بلغ الخط الكوفي منزلة رفيعة، وكانوا يعتنون به اعتناءً عظيماً، وكان أشهر خطاط يخط بالخط الكوفي في العصر العباسي هو مبارك المكي، وتجد له خطوطاً في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة(5). وأثبت الخط الكوفي أن الخط العربي هو أفضل خطوط العالم زخرفة.
 والخط الكوفي نوعان:
كوفي المصاحف: استعمل في كتابة المصاحف حتى القرن الخامس الهجري، ثم تفرع الكوفي إلى أنواع من أشهرها:- المحور، والمشجر، والمربع،وغيرها.
الكوفي الفاطمي: وهو أجمل من النوع الأول(1).
2- خط النسخ: سمي بذلك لأن الكتاب الأوائل كانوا ينسخون به المصاحف، والكتب الدينية، والمؤلفات. وأنشأ خط النسخ ابن مقلة، وأرسى قواعده من بعده الخطاط علي بن هلال بن البواب، وأضاف عليه جمالاً الخطاط ياقوت المستعصي من بغداد الذي لقب بقبلة الخطاطين(6) وبلغ خط النسخ مبلغاً كبيراً في القرن الثاني عشر من الميلاد حيث استخدم في المصاحف، وفي الكتب الدينية. وهو نوعان:
خط النسخ المستطيل.
خط النسخ المستدير(5).
3- خط الثلث: يسمى بذلك نسبة إلى سمك القلم، حيث كان يكتب قديماً بسمك كبير. ويعتبر خط الثلث سيد الخطوط، وخط الثلث من الخطوط الصعبة. ولكي تسمى خطاطاً يجب عليك أن تتقن خط الثلث(1). والكتابات الموجودة على الكعبة حالياً هي كتابة مكتوبة بخط الثلث.
4- خط الرقعة: سمي بذلك نسبة إلى الرقاع، وهي قطع من الجلد كانت تستخدم في نقل الرسائل بين الملوك، وهو أكثر الخطوط العربية تداولاً واستعمالاً(1). وخط الرقعة قليل التشكيلات، واختر ع خط الرقعة الخطاط يوسف باشا، ووضع قواعده ممتاز بك(6).
5- خط الديواني: سمي بذلك نسبة إلى دواوين السلاطين، لأنه كان يصدر بالتعيينات في الوظائف الكبيرة، وتقليد المناصب الرفيعة. وهو أقرب إلى خط الرقعة(6). وكان أول من وضع قواعده إبراهيم منيف التركي في عهد السلطان العثماني . ثم قام بتطويره الكثير من الخطاطين، أشهرهم الخطاط مصطفى غزلان(1).
6- الخط الفارسي: سمي بذلك نسبة إلى مدينة فارس في إيران. ويسمى النستعليق. وذلك لأنه مأخوذ من خط النسخ وخط التعليق. وخط التعليق هو خط الفرس الأول لكنه لم يستمر طويلاً(6).

هل تطور الخط العربي في الوقت الحاضر أم لم يتطور؟!
     مع إن الخط العربي جميل ومنذ القدم إلا أن الخط العربي في الوقت الحاضر أصبحت هناك خطوط أقرب للرسم منها للكتابة، مثل خط المودرن الذي  ظهر في البداية ملازما للرسامين ثم بعد ذلك إنتقل للخطاطين، ومن أشهر الخطاطين الذين يكتبون بهذا النوع من الخطوط، الخطاط خضير،  ويستخدم هذا الخط في الإعلان والديكور الحديث، ولا يجوز كتابة آيات القرآن به(1). 
     وبعد ذلك أصبح الخط أقرب إلى رسم الكلمة من كتابتها. كما في خطوط الخطاط خضير بورسعيدي.


تعليقات